عدد الذين شاهدوا هذه الصفحة معك

30‏/09‏/2011

هيبه وطن

الوطن ما محتاج ناس تكول احنه ابطال
الوطن محتاج ابطال تصنع للوطن هيبه

18‏/09‏/2011

قابل اني

تعذبني بحبج قابل اني
والموت من هجرج قابلاني
الج اكتبت شعر قابل اني
قيس وانتي ليلى العامرية


***********
حبيبي بوجه عابس قابلاني
وبحبه رغم صده قابل اني
كلما اصد عليه يشرد قابل اني
زليخة وقميص يوسف بين ادية


الشاعر ضياء الدراجي

17‏/09‏/2011

حفرتك بالكب قعر بير

حفرتك بالكلب قعر بير
انتظر منك اشرب الماي
شديت الحبل وبدلو ذبيت
طلع مايك يزيد ضماي

ضياء الدراجي

بنيتك من حجر

بنيتك من حجر تبنيني من ماي
ياهو ليستمر انته لو اني
اجوعن اعضك تكسرلي سنون
ومن تعطش تشربني وتنساني
بنيتك بفرح حسبتك الي ادوم
ومن اوكع انتجي على بنياني
اوكعت وجنت اظنك عون
وياعون ليجيني من جاني
حسبالي حظنك ريش نعام
طلع صخر جلمود وبصوابه اذاني

ضياء الدراجي 17-9-2011

تسالني

تسالني احبك ليش تعذرني ما اكدر اجاوب
حبك مو حجي وينكال حبك وي الروح يتناوب

16‏/09‏/2011

ارد اسالك

اريد اسالك بس لا تصعب الجواب
وخل جوابكم بالصدك يوصلي
ما تحبني ومستحي من كلمة عتاب
لو تحبني؟ وانه ارجوك كلي
جاوبني بالحقيقة وعلية احسبة ثواب
واذا ما تحبني خلني اولي
حاجني تره كلبي من الصبر ذاب
وان خانك لسانك عود راسلني

ضياء الدراجي

12‏/09‏/2011

مخلص اني

الله من جمالك ما خلصاني
واظل لدوم بحبك مخلص اني
حبيبي الحكلي ترى مخلص اني
وظن الموت ساعته مو سوية
 
الشاعر ضياء الدراجي

ما هدانا

اهديلة الكلب وكلبة ما هدانا
وتمنيت الله لحبه ما هدنا
اذا هداني ابد ما.. اهد..انا
اظل مجلب بسنوني وادية
الشاعر ضياء الدراجي

ابن متعة ورافضي سماني للشاعر ضياء الدراجي

ياحسين بحياتي ما اكدر انساك
ومـــــا اظن بمماتي انته تنساني
بمحبتك حــــــــارباني كل الكون
وابــــــــن متعة ورافضي سماني
حــــــبيتك وخيلهم شما يحجون
 
 شـــــــيعي وافتخر والله الهداني
 
الشاعر ضياء الدراجي

رفرف

كلبي عليك من الفرح رفرف
وادور عليك برفوف الزمن رفرف
عقلي تاه من حبيت رفرف
صرت مسودون والوادم دور علية
 
الشاعر ضياء الدراجي

08‏/09‏/2011

سارة


سارة
انا فتاة في الخامسة والثلاثين من العمر اكملت دراستي الجامعية في عام 1998 من اصول فلسطينية وجنسية عراقية ولدت في بغداد عام 1976 جاء ابي الى العراق في مطلع الخمسينات وهو في سن الثانية مع والديه توفي جدي عنه وهو في سن الرابعة  وتوفيت جدتي عنه وهو في سن السادسة وكفلته عائلة عراقية لم يرزقهم الله بالأولاد كان جدي يعمل لديهم  في منطقة الاعظمية اعطته اسمها  عند صدور قانون الجنسية العراقية لعام 1958 اكمل دراسة الاولية والجامعية في بغداد وحصل على اعلى الشهادات تزوج والدتي عام 1975 لأكون انا اول اولاده بعد سنة .
انا اذكر جدي وجدتي  بالجنسية وكيف كانت جدتي تأخذني الى مقبرة الامام الاعظم  كل يوم جمعه لتزور قبر والديها هناك. كان جدي من الاعيان في العهد الملكي ولكنه وحيد ليس له اقارب وكذلك جدتي كانت وحيدة والديها ولم تتعرف بقاربها لكن جدتي كانت امرأة قوية متسلطة لا يتحرك جدي بأمر دون ان يستشيرها  وكذلك ابي كان ينفذ كل اوامرها بدون تردد احببتُ قوتها وتسلطها.
قالت لي جدتي انها كانت تسكن على بعد اربع بيوت من بيت جدي قبل الزواج وكان كل يوم يمر من قرب الباب وينشد الاغاني البغدادية  حتى يراها وبعد حب طويل تزوجا ولكن شاء القدر ان لا يرزقا بالأولاد وكانت كارثة والدي مصدر لسعادتهما حينما كفلاه عندما اصبح يتيم ,انا لم اكن اعلم انهما ليسا جداي الحقيقيان  كانا يكنان لي الحب انا واختاي نعم لم يشاء القدر ان يرزق والداي بالذكور   فكنا فقط ثلاث بنات .
توفي جدي وانا في عمر العاشرة ودفن في مقبرة الامام الاعظم وشاهدت جدتي تلك المرأة القوي وهي تذوي حزنا على زوجها  لتلحق به بعد اقل من عشر ايام من وفاته وتدفن بقربه انا لم اعرف حبا كحب جدتي لجدي وحب جدي لجدتي كنت اظن انه يخاف منها عندما ينفذ اوامرها لكني عندما كبرت عرفت انه كان ينفذ أوامرها بدافع الحب وكذلك هي كانت تحبه بحدد الجنون فلم تتحمل موته لتموت بعده بأيام .
حزن والدي كثيرا لوفاة والديه وكان يبكي ليلا ونهارا كنت اجلس بقربة وابكي معه يضمني على صدره ويجهش بالبكاء, قال لي لم احزن على والدي الحقيقيان بقدر حزني على امي وابي وكانت لي صدمة (والداك الحقيقيان) حتى امي لم تعلم بانهما ليسا والداه الحقيقيان وجاءت اعترافات ابي كصدمه ثانية لنا عندما اخبرنا انه والدها الحقيقيان من عرب فلسطين هجروا وسكنوا العراق وماتوا وهو طفل. ان المصائب تأتي دفعة واحدة لكن امي طلبت منه السكوت وعدم الافصاح بالأمر لأنه في الاوراق الرسمية ولدهم الشرعي .
قال لي ابي انه لا يذكر شيء عن فلسطين وانه عراقي ويحب العراق فهو ينتمي لهذا البلد فقد ترعرع فيه وعاش حياته تحت كنف اسرة عراقية اوصلته الى نيل شهادة الدكتوراه وتزوج من حبيبته من اسرة عراقية كانت معه في الدراسة .
دفعتني قصة ابي ان اسال والدتي عن اهلها لعلهم ليسوا اهلها الحقيقيون  ايضا , فقالت لي ان اهلها من جنوب العراق من مدينة العمارة سكنوا في بغداد في منطقة خلف السدة الفاصلة بين الاعظمية والقاهرة وهي حاليا الخط السريع وفي حكومة عبدالكريم قاسم رئيس اول جمهورية عراقية  اعطوهم قطعة ارض مساحتها 144 متر في قطاع 44 في منطقة الثورة .كان جدي لوالدتي لديه سبع بنات غير امي ولم يرزق بولد وكانت امي البنت الثالثة حسب العمر لكنها احبت الدراسة ودخلت الجامعة ليكون قدرها ان تحب والدي وتتزوج منه.
تخبرني امي ان والدتها (جدتي ) كانت كل يوم سبت تأخذها لزيارة مرقد الامام الكاظم علية السلام هي واخواتها السبع وجدي معهم وفي عاشوراء كانت مدينة الثورة تكتسح بالسواد والمأتم  حزنا على الامام الحسين علية السلام وتقصص علي قصة الاستشهاد كاملة والتي كانت تراها على شكل تمثيليات يقوم بها اهلي منطقة الثورة (التشابيه).
كانت جدتي والدة امي تحب الذهاب الى الاماكن المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء وكانت تجلب معها الحلويات والقطع القماش الخضراء  للتبرك .
لقد احببت قصه اهلي امي وابي واجدادي الست نعم فلدي ست اجداد اربع لابي واثنان لأمي ولدي سبع خالات واختان الكل بنات سبحان الله والحمد والشكر له على كل شيء ولا اعلم انا كان لدي اعمام في فلسطين او أي بلد اخر لكن احب العراق فهو بلدي الذي ولدت فيه وترعرعت فيه.
كان والدي استاذ في الجامعة يدرس مادة التاريخ لكني احببت الاقسام العلمية ودخلت احدها وحصلت على دراستي الاولية عام 1998 لم اشاء ان اجلس في البيت فتتدخل والدي في تعيني في احدى الكليات العلمية بصفه معيدة احببت عملي كثيرا وكلمت (ست) التي تخرج على لسان الطلاب واحببت زميلاتي وزملائي كنا نقسم المحاضرات فيما بيننا في الدراسة العملية.  لم يطرق باب اقلبي أي حب فقد كنت ابحث عن حب يشبه حب اجداي سكان الاعظمية .
في عام 2001 عين زميل جديد كمعيد في قسمي كان يكبرني بخمس اعوام حيث كان عمري وقتها خمسة وعشرين عام وهو في  الثلاثين من عمره عرفت بانه متزوج من خلال حلقة الفضة التي يضعها في يديه لم اتقرب منه انا وزميلاتي وكنا نعرف اخباره من زملائنا الذكور اسمه احمد متزوج منذ عام 1997 لديه بنتان فقط لا يحب ان يجلس في غرفة المعيدين كثير الصلاة كان يفرش السجادة في الاستراحات ويصلي حتى ان وسط جبهته كان لونه يختلف عن لون جبهته من كثر الصلاة .
مرت سته اشهر على تعين  احمد وكان على نفس الحال حتى خطب احد زملائنا زميلة لنا وتم دعوتنا مع المدرسين لحفل مصغر داخل القسم ومن ضمن المدعوين كان احمد لم اكن اعلم ان هذا الشخص المنغلق على نفسه يملك اجمل شخصية وانسان بمعنى الكلمة فعندما دخل الحفل اطلق بصوت عذب كلمات وبفرحة (صلوا على محمد) فقال الجميع (اللهم صل على محمد ) فسكت الجميع الا احمد اكمل (وعلى ال محمد) وقام بكل فرح يقطع الكعكة ويوزع العصائر على المدعوين كأن الخطيبان احد افراد عائلته ويطلق النكات المضحكة التي انهمرت لأجلها  دموعي من شد الضحك ,هذه الشخصية الغريبة علينا والتي اظهرها احمد دفعت زميلاتي لتجاذب اطراف الحديث معه ومن ضمنهم انا وكان يرد على كل الاسئلة بذوق وصراحة ولم تفارق كلمة(اختي لسانه) لكنه لا ينظر الى وجوهنا كما يفعل زملائنا الباقين فكان يطرق البصر وينظر الى الارض عندما يجيب . بعد ساعه من الحفل كان هناك مقعد فارغ قرب احمد جلست بقربة وتجاذبت اطراف الحديث معه
فقلت:- له هل صحيح بانك متزوج
قال:- نعم منذ كان عمري خمسة وعشرون عام واحب زوجتي وبناتي
فقلت :- له انت تشبه والدي فليس له اولاد ذكور فقط بنات
 فقال :- انت بنت الاستاذ حامد؟
فقلت:- كيف عرفت ؟
قال:- انا في هذه الست اشهر عرفت عنكم الكثير فانتم زملائي وزميلاتي اخوتي واخواتي  
  كان كلما يتطرق الى مساله او تسال يدخل فيه طابع الفكاهة فيلطف الجو ويحول الجلسة الكئيبة الى متعه  تعلقت به كثيرا لا اعرف لماذا؟ لأنه يشبه والدي, واذا مر يوم دون ان اراه يصبح يومي كئيب اسود ,وفي يوم طلبت منه ان احضر معه احدى محاضراته وأشاهده كيف يدرس طلابه فكان له اسلوب عجيب في التدريس كنا نحن المعدين نشدد على الطلاب ونلزمهم ونكلمهم بتعالي لنحافظ على احترام الطلاب لنا لكنه عكس ذلك حتى بتدريسه يطلق الفكاهات ويعامل طلابه بكل احترام دون تعالي واذا شاغب احدهم يكلمه بأسلوب هادئ متزن يقنع المقابل بانه على خطاء وينتزع منه الاعتذار بكل بساطة كما كان ذكي ومتمكن من المواد العلمية بحيث كان يلجأ اليه اغلب الأساتذة والمعيدين  في بعض الامور ليحلها لهم .
شخصية اقابلها كل يوم لأجد فيها اشياء جديده تجذبني نحوه وتشغل فكري فيه مرت سنتان وانا لا انام ليلي فقد وقعت في حب شخص متزوج ولا اعلم ان كان يحبني ام لا في عام 2003 تعرض العراق الى قصف واحتل من قبل الجيش الامريكي  وهربنا الى محافظة ديالى انا وعائلتي وبعد شهر عدت الى بغداد وكان اول ما قمت به هو الذهاب الى الجامعة لكن المشهد قد صدمني كما صدمني الاحتلال  فقد شاهدت تلك الجامعة الجميلة التي قضيت فيها اكثر من ثمان سنوات وهي مسلوبة الاثاث ومحروقة الاقسام فبكيت من شدة الحزن لكن ما افرحني هو احمد ذلك الرجل القوي الذي جمع حولة الشباب وراح ينظف المكان ويجمع التبرعات من كل مكان لعيد للجامعة حيوتها حتى انه احضر الكثير من الاثاث المسلوب التي ارجعة المواطنون الى الحسينيات والجوامع وطلب من كل الطلاب المتواجدين ان يخبروا اصدقائهم بالعودة الى مقاعد الدراسة وخلال ايام عادة الجامعة تزهوا بطلابها واساتذتها وكانت احمد صاحب الامر والنهي لان له الفضل في كل هذا فقد هرب النظام السابق و رئيسه ولم يعد يخاف من ازلامه ان يؤذوا عائلته .
في احد الايام دخل علينا مجموعة من الجيش الامريكي بقيادة جنرال وطلب منا مغادرة الجامعة وقال ان الدراسة لهذه العام قد انتهت  لكن احمد وقف بوجهه وقال لا ان الدراسة قد بدئت الان فنزعج الجنرال الامريكي من احمد وطلب من جنوده اعتقاله واتجهوا به الى جه مجهولة لكنه بعد يومان عاد الى الجامعة وعرفنا بانهم اطلقوا سراحه في منطقة ابو غريب لقد اعاد احمد الحياة الى الجامعة وازداد اعجابي وحبي له فكنت اقضي اغلب  أوقاتي  في الجامعة معه او الحديث عن حتى استقر الوضع في نهاية عام 2003 وعادة الدراسة كسابق عهدها فطلبت من رئيس القسم ان انقل الى القاعة التي يدرس فيها احمد حتى اظل طيلة اليوم معه فقد كنا نُدرس معا في الدراسات الصباحية والمسائية .
لم يتعجب احمد من طلبي للنقل ولم يسالني فكنا نعمل معا هو يدرس ساعة وانا ادرس ساعة  لكنه لم ينظر في وجهي او يبدي أي اعجاب بي وكانت هذه الحالة تزعجني حتى وقفتُ في يوم بالقرب منه في الاستراحة وكان يتناول سندويجه همبركر  فدستُ على قدمة بقوه ليطق صوت انه خفيفة ويسحب قدمة ويقول بحذر (اسف) يتأسف مع اني ان التي يجب ان أتأسف له
قلت :-له بكل جرائه ما رايك بي ؟
قال:- خوش بنيه حبابه
قلت:- لم اقصد هذا ما رأيك بجمالي هل انا جميلة ام لا؟
قال:-وما الفرق في جوابي ان كنت جميلة فالأمر لا يهمني ابدا
وابتسم واول مره اراه ينظر في وجهي وعيني ولأول مرة ارى لون عينيه العسلية الجميل ولأول مره أشاهد وجه بتعابير جديدة
قلت:- كيف لا يهمك ونزلت دمعة  حائره من عيني فوجهه وعيناه تحكي عكس كلام لسانه
قال:- أ تعتقدين باني لا اعلم انك تحبيني منذ سنوات؟
قلت :- كيف؟ ومن قال لك؟
قال:- انا احس بك فعيناك تحكي كل شيء
قلت :- ولماذا لم تصارحني بحبك؟
قال:- تعرفين انا متزوج وانتن خريجات الكليات لا ترغبون بان تكونن زوجات ثانية
قلت:- لا يهمني لكني احبك وكفى
قال:- وانا احبك ايضا
قلت :- فلنتزوج
قال:- بشرط ان لا تطلبي مني ان اطلق زوجتي فانا احبها ايضا واحب بناتي
قلت :- موافقة
مرت الاوقات جميلة عندما فاتح  احمد ابي بموضوع الزواج وحصلت بصعوبة على موافقة امي وزارنا في بيتا في الاعظمية وتعرف على اخواتي وامي ,طلبت منه امي ان اسكن في بيت لوحدي لكنه اقنعها بأسلوبه المعتاد بان نعيش في بيته مع زوجته الاولى في منطقة البلديات وحصلت الموافقة واصبحنا بحكم المخطوبان وفي يوم احضر زوجته الاولى وبناته الى بيت ابي وكان زوجته مقتنعة بزواجه الثاني كانت امرأة عادية لها عيون جميلة جدا تصغرني بخمس سنوات اكبر بناتها تشبهها والاخرى تشبه احمد  . قالت انها تريد مني ان انجب لهم اخ لبناتها جميل على امه وكانت شخصيتها كشخصية احمد او انها قد خلقت من شخصيته فلها نفس اسلوبه بالحديث وحتى كانت تقلد نبرة صوته وحركات راسة وعينيه عند التحدث في موضوع ما ,لقد احببتها هي والبنات كثيرا حتى امي واخواتي احبنها كثيرا.
لكن في بداية عام 2004  انتقل البلد الى مرحلة جديدة وتشكيل حكومة وتداولت بعض اعمال العنف هنا وهناك وكثر الكلام عن الطائفية والعرقية والقتل على الهوية وظهرت مجموعات مسلحة في المناطق لغرض حماية الأهالي وكثرت حوادث القتل في منطقتي فطلبت من احمد ان يقلل الزيارات لبيتنا خوفا على حياته لكنه لم يفعل فكان كل جمعة يمر على بيت اهلي قبل الذهاب الى زيارة الامام الكاظم علية السلام ,وفي يوم اتصل وقال انه منع من الدخول الى المنطقة لأنه ولا يسكنها وطلب منه عدم القدوم مرة اخرى لكونه من طائفة مختلفة فطلبت منه عدم الحضور الى البيت مرة اخرى للحفاظ على حياته فكان اكثر لقائتنا في الجامعة.
وفي يوم هز مسامعنا خبر كارثي في الساعة العاشرة صباحا ونحن في الجامعة وتناقلت وسائل الاعلام خبر تفجير القبة الذهبية في سامراء من يجرء على هذا العمل حتى النظام السابق رغم قساوته لم يتجرأ على هذه القباب لآل البيت كانت هذه القباب لأحمد رموز وخطوط حمر لا يمكن تجاوزها او المساس بها تركني بسرعة وخرج الى الشارع ولم أشاهده بعد ذلك خرجت انا ايضا وركبت سيارة اجرة كانت الشوارع فارغة والجثث في كل مكان كان سيارات بدون ارقام تطوف الشوارع ورجال بملابس سوداء ملثمين يحملون السلاح واصوات العيارات النارية في كل مكان وبصعوبة بالغة وصلت الى البيت اتصلت بأحمد لكن الجهاز خارج نطاق الخدمة .
بعد ايام عاد احمد الى الجامعة لكنه ليس احمد الذي عرفته كثير البكاء قليل الكلام  طلبتُ منه ان يكلمني لكنه لم يفعل قال انه في حاله صعبه لكني الححت عليه وصرخت بوجه اريد ان اعرف ماذا بك
قال:- ماذا تريدين
قلت:- ماذا بك اين اخفيت
قال:- وهل يهمك الامر؟
قلت :- طبعا يهمني فانت خطيبي
قال:- مصيبتي في امامي فقد هدموا قبته ولم يحترموا شعوري وشعور طائفتي كما احترمنا شعورهم وشعور طائفتهم .
ذبحوا اخي في اللطيفية  والاخر قتل في الاعظمية وطائفتي قتلوا جاري لأنه من طائفتكم وووووووو ماذا أتريدين المزيد ؟
ادمعت عيناي وذهبت مسرعة الى بيتي وجدت امي واخواتي في حاله ذهول سالت ماذا بكن
قالت امي شاهدت احد اولاد جيراني اهلي في الثورة احظروه امام الدار وهو مكبل وقاموا رجال بقطع راسه قالوا عنه كافر لكني اعرفه ان مصلي ويعبد الله
فقلت لها لقد تحول البلد الى طوائف واصبحت كل طائفة تكفر الاخرى فما حدث هنا يحدث بالعكس في مناطقهم وأنا اخشى ان يأتي يوم يطلبون فيه قتلك لأنك من غير طائفتنا يامي
وارتميت’ في حضنها ابكي
قلت  :- لقد قتلت طائفتنا اخوت احمد وقتلت طائفة احمد أناس من طائفتنا والسبب من فجر قبه الذهب في سامراء لعن الله من فجرها وساعد على ذلك
غبت عن الجامعة عدة ايام اتصل بي احمد عدة مرات لكن لم اجب على اتصاله كانت حالتي النفسية صعبه والاوضاع في البلد الى الاسواء والحرب الطائفية على الابواب والقتل على الهوية في كل مكان .
بعد تحسن حالتي النفسية عدت الى الجامعة وبحثت عن احمد فكان كعاده في غرفة الصف بعد المحاضرة يصلي لله ويدعوا ان يزيح هذه الغمة جلست على مقعد ورائه بعد ان انهى صلاته قلت :-تقبل الله
قال:- منا ومنكم بحق محمد وال محمد
التفت الي وابتسم وقال:-انا اعتذر عن ما بدر مني في ذلك اليوم فكنت في اسوء حالاتي
قلت :- عن ماذا تعتذر فقد قتل اخواك ودمر رمز من رمزكم انا التي اعتذر منك
قال:- وما ذنبك انت
قلت:- اليس كما تقولون ان طائفتي فعلت ذلك
قال :- وما ذنب طائفتك فمن فعل ذلك لا ينتمي لكل الطوائف من الطرفين بل هم اناس ارادوا ان يدمروا البلد ويعلنون الحرب الطائفية حتى لا تقوم قائمة لهذا البلد
ثم ضحك بصوت عالي وقال انهضي واغسلي وجهك فقد اتلفت دموعك مكياج وجهك الجميل فابتسمتُ وضربته بقبضتي على صدره .
انتهى العام الدراسي ودخلنا في العطلة الصفية فلم اعد التقي بأحمد ولا يستطيع ان يأتي الى بيتنا ولا استطيع انا ان اذهب الى بيته فكان الموبايل وسيلتنا الوحيدة للتوصل وبعد شهر من العطلة الصيفية انقطع احمد عن الاتصال اتصل به جهازه خارج نطاق الخدمة مر اسبوع ولم يتصل اصابني القلق قررت ان اذهب وحدي الى داره في منطقة البلديات لبست ملابسي وهممت بالخروج, كان لدينا كلب حراسة, ومنذ الاحداث الطائفية اخذ بالخروج الى منطقة مجهولة ولا يعود الى بعد ساعات من خروجه .
فتحت الباب واذا بكلبنا عن بعد يدحرج كرة نصفها اسود  تتدحرج بطريقه غريبة تسلك مسارات متعرجة, مرة يحملها فكة ومرة يدحرجها حتى وصل الى امامي وضع الكرة تحت قدمي واذا بها برأس بشري مقطوع لرجل صرخت من الخوف فخرجوا امي وابي وشاهدوا هذا الراس قام ابي بقلبه فاذا به راس يشبه شخص نعرفه ويعرفه كلبنا ان شخص داوم على الحضور الى هذا المنزل انه احمد راس فقط سقطتُ مغشيا علي ولم اعرف ماذا جرى, بعد فترة لا اعرف كم  فتحت عيني وانا مشلولة لا استطيع ان احرك اقدامي وانا على هذه الحال منذ خمس سنوات.

كتبها ضياء الدراجي









05‏/09‏/2011

قصة اعدام حب


جلستُ وحدي بين ثنايا ممر ضيق يمر منه الطلاب في دخولهم وخروجهم من الجامعة كنت ادخن سيجارة قد وصلت الى النصف افكر في حياتي بعد الجامعة ارتدي ملابس قد مضى على شرائي لها سنوات رافقتني طيلة اعوامي الخمسة التي قضيتها في الدراسة فقد كان الحال صعب والحصار اكل منا وشرب  افكر في الخدمة الالزامية للجيش العراقي بعد التخرج من الجامعة والتي فرضت علينا وكيف اتخلص منها كنت افكر في الهروب خارج العراق  كان امامي عده طرق اما السفر الى ايران  او الهروب الى لبنان لكني اتفقت مع صديق لي كان يعيش في كردستان العراق ويدرس معي ان نرحل الى كركوك ومنها الى دهوك وثم تركيا واليونان لكي نستقر في المانية كان الوضع جدا حرج والحكومة قد سدت كل المنافذ ولا سبيل للخلاص سوى الهرب او ادخل في صراع لا ناقة لي فيه ولا جمل, وبينما انا على حالتي هذه في اذار عام 1994 غارق في افكاري مرتْ امامي بنظرات غريبة تنظر الي وحدي فقط وعينها تشع نور وحب  في البداية لم انتبه وقلت في نفسي ربما كانت عقلها شارد ولم تكن تلك النظرات لي ربما كانت لشخص ما في عقلها فانا اعرف تلك الفتاة انها من الطبقة الراقية وجميلة بحد الجنون وحولها المئات من الشباب الراقي فلماذا تنظر لشخص مثلي من احياء بغداد الفقيرة حتى بيئتي تختلف عن بيئتها  وتداركتُ نفسي لكي اعود الى افكاري وكيف اجمع المال لكي اهرب .
في اليوم التالي بعد نهاية المحاضرة الثالثة لمادة المقارنة بين لغات الحاسوب البرمجية اتجهتُ الى مكان جلوسي في المرر الضيق  لاهيم في افكاري من جديد وافكر في نتائج هروبي خارج العراق على عائلتي ومستقبلي واذا بنفس الفتاة وبنفس الموعد ونفس نظرات الشوق والحب والوجه البريء موجه نحوي ,نظرتُ ثم اطرقتُ البصر فمالي ومال اصحاب النفوذ  والجميلات من امثالها فقد كان هناك الكثير من ابناء المسؤولين في ذاك  الوقت حاولوا ان يتقربوا منها لكنها صدتهم وعلى حد علمي انها من بنات احد المسؤولين في الوزارة فليس لي القدرة على مجاراتهم واخشى ان يؤذوني فتركت مكاني لعده ايام في مرري الضيق وانتقلت الى مكان اخر اشرد فيه بأفكار هروبي خارج القطر وايضا ابتعد عن نظرات تلك الفتاة  وفي يوم حار وبعد انتهاء اخر محاضرة  حملت اوراقي لاهم بالخروج الى الدار وكان لا بد لي ان اسلك ذلك المرر الضيق  حتى وصلت الى مكان جلوسي واذا بفتاتي جالسه فيه تنقش حروف على جدارة كأنها تريد ان توصل رساله ما ,لم تراني اشحتُ بوجهي عنها وابتعدت الى سبلي فانا جدا مشغول اريد ان اصل الى البيت بأسرع وقت ارتاح قليلا ثم اتجه الى عملي كسائق اجرة بسيارتي الخاصة التي اتعبتها مسالك الطرق وقطع الغيار المستعملة لأجمع قوتي وقوت عائلتي لليوم التالي كان عملي من اخطر الاعمال في ذلك الوقت فقد كثرت حالات سرقات السيارات وقتل اصحابها  فقد كان العمل متوقف والشعب يرزح تحت حصار قوي وسلطه جائرة والطعام قليل لكن ما باليد حيلة فلابد ان اعمل حتى اعيش واكمل دراستي .
وفي صباح اليوم التالي دخلت جامعتي واتجهتُ مباشرة الى مكان جلوسي في الممر الضيق وفاجئني ما رأيت فقد نقش على الجدار اسمي الاول بخط جميل محفور بإتقان باللغتين العربية والانكليزية وهنا بدأتُ  التساؤل ما ذا تريد هذه الفتاة هل تريد اللعب ام السخرية مني ام ماذا, لقد شغلت كل تفكيري ونسيتُ فكرة السفر اتجهتُ الى اثنان من اصدقائي واخبرتهم بما جرى فضحكا علي بسخرية كبيرة وضحكتُ معهم فمن العجيب ان تنظر فتاة مثلها لشخص مثلي فقد كانتْ مشهورة بين اوساط الجامعة لجمالها وحسن تأنقها ومنطقها في الكلام لم يصدقاني لكني اجبرتهم ان يأتوا معي الى مكان جلوسي في المرر الضيق وكان الاتفاق ان ادير ظهري كأني لم انتبه لها وهم يراقبون ماذا تفعل وجاء وقت خروجها ونفذتُ الخطة وبعد مرور دقيقة رفعوني من ياقة قميصي بطريقة ساخرة وهمسا بصوت واحد هذه الفتاة تحبك,
قلت:-ماذا تحبني كيف  
قال احدهم:- نعم تحبك وقفتْ ورائك ركلتْ الارض بحذائها تنهدت ْوعيونها تكاد تدمع ثم سحبتها صديقتها من يدها ورحلتا
قلت:- لا انها تسخر مني فلست صاحب جمال ولا مال
قالا:-تحبك وكفى
فأصبحت لنا عادة انا وصديقاي ان نقف كل يوم في نفس المكان والاوان نراقبها وهي تنظر الي بنفس النظرات حتى اصبحنا حديث الجامعة واصبح الكثير من الطلاب والطالبات يقفون في تلك النقطة ليشاهدوا تلك اللحظات من نظرات فتاة العز الى فتى فقير لا يجرء حتى ان يكلمها او يسلم عليها .
كنت اخاف ان اكلمها خوفا من ان ينتهي هذا الحلم الجميل فقد طُبعتْ صورتها في خيالي حتى اني نسيتُ فكرة السفر احببتها نعم احببتها وكتبت فيها قصائد شعر كثيرة تناقلها عشاق الجامعة فصيح اللسان لكن قليل الجراءة .
كانت لي زميلات في الدراسة اكلمهن واجلس معهن بما يخص الدرس فقد كنت من المتفوقين واحصل على درجات عالية ,وبالرغم من ان دراستي علمية لكني اكتب الشعر بكل مفاصله الشعبي والفصيح ولم اهتم بالحب ومشاعرة فلا يوجد وقت لذلك بين العمل والدراسة والتفكير في السفر ولكنها غيرت كل شيء حتى زميلاتي اصبحن يرافقني لمدة اطول ويتجمعن حولي بسببها لا اعرف هل هي غيرة الفتيات ام هناك شيء قد جد في لأصبح محط انظار الفتيات حتى طالبات من مراحل اخرى ومن كليات ثانية تعرفن بي لكي يعرفن ماذا احبتْ في تلك الفتاة .
لقد اصابني الوله بها واصبحتُ لا افكر بشي سواها اتبعها الى بيتها اظل واقف ساعات طوال اراقب دارها  تطل علي في كل لحظة من نافذة  غرفتها بنظرات جميلة وابتسامة رائعة , ما اجمل الحب احسستُ بمتعة الحياة وحلاوتها رغم الظروف القاسية في ذلك الوقت.
حتى جاء يوم انتفضت’ به من خجلي تقدمتُ نحوها بخطى ثابته اطلقتُ تحية خافتة وبعدها اسمها فردتْ التحية بصوت عذب جميل ارسلني الى ما وراء الانتعاش بأشواط طويلة فنسلت ْالكلمات تنساب على لسانينا حتى قلتها احبكِ وقالتها احبك َلننطلق سوية ولأول مرة نسير في ممرنا الضيق امام انظار الجميع نتبادل كلمات الحب ,شعور لم  امر به طوال حياتي احسستُ ان العالم كله ملكي والحياة فتحت اذرعها لي ,لكن لم يدوم الامر طوليا فبعد مدة طلب مني ان احدد نهاية علقتنا وكيف ستنتهي وكان كل املها ان اخبرها باننا سوف نتزوج ,لكنها قد أيقظت فيَ امرا لم يكن في الحسبان فهل يقبل والدها ان يضع يديه بيدي والدي ام هل اقبل ان اعرض والدي الى اهانة كبيرة عندما يرفض والدها  تزويجنا وان وافق والدها هل استطيع ان اوفر لها حياة كما كانت تعيش في بيتها اهلها وانا لا املك حتى دار تؤويني وهل سوف تتحمل هي حياتي البسيطة وطعامي البسيط كل هذه التساؤلات مرت في ذهني  فعجزت عن الرد  فتساءلتْ مرة اخرى (ما هي نهاية علاقتنا) فأجبت بعفوية (لا ادري ) وفعلا انا لا ادري ,فكانت لها ردة فعل قوية وصرخت في وجهي (كاذب غدار العبان) وذهبت بعيدا وهي تبكي ,وقفت مذهولا ما ذا كنت افعل وكيف تصرفت بهذا الشكل اين كان عقلي كان يجب ان افكر بكل شيء قبل ان اكلمها اعلم اني أخطأت في مصارحتها بحبي لها .
(حبيبتي انا اسف اعلم اني متأخر لكن الحب وحده لا يكفي فنحن في مجتمع حقير لا يعرف غير السلطة وقوة المال وانت رقيقة لا تستطيعين ان تنامي على الارض او تأكلي خبز الشعير فسياتي يوم سوف تكرهيني اكثر مما كرهتني به اليوم ).كان هذا مضمون رسالتي لها بيد احدى زميلاتي .
لكني لم انسى ذلك المكان في الممر الضيق كنتُ يوميا اجلس فيه انتظر وقت خروجها لنتبادل نظرات العتاب ثم نرحل بقلوب كسير حتى تنازلتُ عن فكرة الهروب خارج العراق وتحملتُ اهوال العسكرية من اجل ان ابقى على ارض تعيش  عليها حبيبتي نعم كنتُ في كل اجازة اقضيها قرب منزلهم وكانت تعلم بوقت اجازتي تطل علي من نافذة غرفتها لكن دون ابتسامة كان النظر لوجهها يريحني ويعينني على تحمل سنوات الخدمة العسكرية .
لقد مرت سنوات عديدة على اخر مرة رائيتها فيها ولا يزال القلب يملك ندبة من حبها ولا زلت اكتب قصائدي لها رغم مرور اكثر من خمس عشرة عام.

تمت
ضياء الدراجي