عدد الذين شاهدوا هذه الصفحة معك

23‏/09‏/2012

واعدني الوطن

واعدني الوطن قال ستبتسم
ومنذ الصغر وأنا انتظر تلك الابتسامة
مرت أعوام والحزن يسود
يحمل الأحباب فوق التوابيت
زهور لم يحن أوان قطافها
ولم تنشر المتوك غبارها
مرت سنوات وأنا ابكي تحت السرير
أخاف صوت مدوي حقير
يهز كياني وأنا طفل صغير
ليأتي الشباب وحمل الوجه البثور
وبعض الشعر المنثور
يقول ابتسم فانت اليوم رجل غيور
لكن أين الابتسامة وقد عادة الغربان
تدق صوتا أعمق ألان
صوت يصم الأذان
يأخذ الأحباب إلى قبرٍ و تراب
ويحرق كل ما رأته عيني يحيله خراب
لتضيع بعدة السنون في حرقة والم وجوع
وعوز ومرض وموت بعده لا رجوع
حتى يشيخ الرأس من البياض
وتغور العين في سواد
وكلاب تنهش من يقول لا
وموت اسود يحرق بلا دواء
لتأتي الابتسامة من وراء البحور
وتحيل الأرض جنه بعد قبور
لكنها ابتسامة قصيرة
ماتت قبل أن تولد
لتدق نواقيس الخطر
ويحترق السنبل والشجر
وتصبح الأرض كلها قبور
لا جنه ولا انهر ولا بخور
عاد الخوف وحرق الشباب
جاء الموت يدق كل باب
لتضيع الابتسامة ألى الأبد
فقلي يا وطني متى ابتسم
ومتى استطيع أن أقول أني سعيد
ها قد بلغت سن الشيوخ
وماعاد  لي وقت لأقول أني سعيد
أمضيت صغري ابكي تحت السرير
وألان ابكي فوق السرير
وغدا أبكى وأنا في سرير
محمول ألى أخر سرير
بين أحضان التراب
ودودا حقير
وعذاب قبرا
ومنكر ونكير
وحساب أعوذ بالله عسير
لكن
واعدني الوطن قال ستبتسم
ومتى ابتسم يا وطن
وشفاتي ذبلت من الألم
**********************
بقلم ضياء الدراجي