ضريح السيدة رقية بنت الحسين عليهم السلام
**************************************************
بين رنات السيوف
وأصوات العويل
طفلة تبكي
خوف من المجهول
ترى سيول الدماء
تجري من رجال أعزاء
كانت في ما مضى
بينهم محبوبة
كانت ترى الناس
على أبيها تتجمهر
يقبلون يديه
ويتبركون من ردائه
سارت معه
من ارض الأجداد
الى أرضا جديدة
تحمل معها أحلام الطفولة
لتنشر مع أهلها
رسالة جدا رسول
من الله منزل مرسول
على امة عمياء
تغوص في الجاهلية
طفلة لم ترى الشمس وجهها
ولم تعرف معنى العطش
تحاط بآلاف الخيول
ويمنع عنها ماء السيول
تطلب الماء من عما مقدام
شجاعا يسرع الى الفرات
بقربة معلقة بحزام
يقطع أرقاب أعدائه
ويحضر الماء
لكن الغدر في الطريق
يقتل كل رفيق
فيسقط دون كفين
وسهم مخترق العين
شهيد ابن الغرين
طفلة لم تمسها شوكة
في كنف الوالدين
من الخدر الى العطش
وضربات السياط
تسير بين مدن الناصبين
الى ارض لم تعهدها
الى ارض يحكمها الظالمين
تحلم كل يوم بالأب الحنون
يضمها و يمسد شعرها
تفزع من النوم خائفة
وتصرخ بصوت البائسة
أبي يا حسين
أبي يا حسين
تُكهل الأرامل بصوتها
وتفزع الحكام من نومها
قال ابن اللعين
أهدوها رأس أبيها
لعله من بعده السكوت
والنوم براحة أو تموت
تأملت رأس أباها المقطوع
وكلمته بكل خشوع
أبي..أبي..أبي
واحتضنت الرأس
وقبلته قبلة من بعدها الخلاص
لم تتحمل موت الأخيار
فلحقت بركب الأبطال
رقية بنت الحسين أبا الأبرار
الشاعر ضياء الدراجي Diaa Al Dragee
