جاء الليل .......
حامل معه الجوع
بسيوف تقطع الامعاء
وصريخ الاطفال من الم الاحشاء
تهرول الام مفزوعة بين ثنايا الدار
ام قد رُملت من قريب لا زوج يعيل ولا اخ قريب
تطبخ الحجر في قدر نحاس
اسود لونه من دخان الموقد
تصبر ايتامها ... الاكل جاهز
لعل النوم يدخلهم في سكون
لكنه الجوع المعلون
يطرق بشدة ابواب البطون
حتى سمعت طرقة غريبة
طرقة باب في ساعة عجيبة
فتحت الباب
رأت رجل ذو هيبة على وجه لثام
وضع في يدها كيس من طعام
ونطلق الى مكان مجهول
صرخت يا اولاد انهضوا لقد نضج الطعام
فتهافتت الايدي الصغير تلتقط لقم الحياة
داعية بالخير لذلك الرجل
الذي اسكت صراخ الامعاء
لأيتام جياع
وضلت الارزاق
تأتي كل يوم بالميعاد..........
وفي ليلة سوداء
انقشع فجر اسود
اظلمت السماء
رغم شروق الشمس
وصرخت الثكالى
اصيب الخليفة بسيف مسموم
طعن ابا تراب..وهو يصلي في المحراب
طرق الخبر مسامع الام وايتامها
فقالت مالنا ومال الكبار
فهم في حال ونحن في حال
وجاء وقت الطعام
لكن الرجل لم يأتي
فخرجت الام وايتامها
الى عتبة الطريق
تراقب متى يصل ذلك الغريب
لتسكت بطون الاحبة
واذا في تلك الساعة المتأخرة
تجد الطريق قد امتلأت بأيتام ونساء
ينتظرون ما تنتظر
ومساكين يدورون في قارعة الطريق
يبحثون عن شخص غريب
كان بالأمس عون مجيب
واليوم لا يجيب
تناقلت الاخبار
عن شخص حبيب
يدور الطرقات
يوزع الارزاق
ملثم الوجه
لا يعرفه احد
والان قد فقد
حتى جاء احد الايتام
يحمل بين كفية لثام
نالت من الدماء
قلت الام لمن هذا اللثام
كأني اعرفه...انه لثام صاحب الطعام
جالب الخير للأنام
فأجهش اليتيم بالبكاء
قال اماه ما اصعب اليتم
قالت اعلم
قال وما اصعب ان اتيتم مرتان
قالت لكني لازلت حية
قال مات ابي نعم
ولكن مات الان ابو الايتام
هذا لثام علي
هذه دماء امير المؤمنين
هذا لثام كفيل الأيتام
فتعالت اصوات البكاء
وصرخوا وابتاه
وعلياه وامير المؤمنين
تهدمت والله اركان الهدى
وتيتمت والله ايتام القرى
الشاعرضياء الدراجي
