عدد الذين شاهدوا هذه الصفحة معك

06‏/06‏/2010

قصيدة عندما يُخطف الحب (نهاية الحب)



عينان سوداوان
واحة تفيض بالحنان
روضةٌ مابين جنان
اعشقها
أشمها
أضمها
وردةٌ ذات عطران
كناري يغردُ فوق الأغصان
مرة يجفل ومرة يغيب في الألحان
تلك حبيبتي
أجالسها ساعات طوال
نحكي عن بيتنا والأطفال
قصصنا نربطها بالحب كالحبال
أحلام وأماني في الخيال
ألاطفها
تلاطفني
أحبها
تحبني
فما أجمل الحب
نحارب لكي نحب
شوقٌ ولهب
وحنانٌ عذب
لذيذُ عند المحب
*********
فلماذا لبُس السواد؟
ولماذا حزن العباد؟
قالوا أخذها سيد الأسياد
قابض الروح في المهاد
فاقبض معها روحي
وارحمني من جروحي
فانا بعدها وحيد
لا استطيع العيش ولا أجيد
خذني إلى عالمك الجديد
لا تتركني في الأرض فريد
**************
حبيبتي يا من تحت التراب
كلميني يا خير الأحباب
لماذا تركتني في هذا العذاب
ذهبتِ بعيداً عني
وتركتي شعورا يؤرقني
يركل في صدري ويؤلمني
انه الحب
الحب لايموت
يلمع كالياقوت
فما الحب؟
وأين الحب؟
لأبحث عن الحب؟
سلكتُ كل الطرقات
وسألت بأعلى الأصوات
عن الحب
ما الحب؟ أين يسكن؟ وأين يبات؟
سرتُ في طرق الجبال
وفوق رمل الصحراوات
على الجليد وفق التلال
وركبتُ الخيل والعوامات
إلى أن وصلت إلى أخر المطاف
سهول حنان وريح عفاف
ورودٌ حمرٌ صفت اصطفاف
وورودُ بلون ثوب الزفاف
ونبع ماء تحت شجرة صفصاف
وفراشٌ يطير من كل الأصناف
و أذا بشيخ حديب
ينقل القلوب كالطبيب
يختار لكل قلبا حبيب
يأخذ بيده قلبان
يضعهما على وردتين حمراوان
يتقلبان يرتجفان
والى فراشتين ينقلبان
يطيران يلعبان يمرحان
وعلى وردة بيضاء يحطان
هكذا يرسخ حبهما
وتكتمل أفراحهما

*************
فأين قلبي
يا شيخ الحب اجبني
أأنت من إلى حبها أجبرني؟
أهكذا وضعتَ قلبينا على الورود
قال:- بأمر الله السيد المعبود
فأين قلبي وقلبها؟
أين فراشتي وفراشتها؟
قال:- انظر مابين الأوراد
سترى فراشك مع فراش العباد
فرأيتُ فراشة بنصف جناح
قلتُ:- ما بال جناحها قد راح
قال:- هذا من فعل غدر الأرواح
ورأيت فراشة تدور بنفس المكان
قال:- هذا مَن حبه لغيره كان
وأخرى تطير وتسقط بلا عد
قال:- هذا حبٌ من طرفٍ واحد
ومرتَ فراشةٌ سوداء
تطير في كل الإنحاء
تصعد إلى السماء
وتعود غارقةٌ في البكاء
قلت:-ماأصابها
قال:-أسألها
***********
اخبريني أيتها الفراشة الباكية
ما بالك في الحزن شاكية؟
اخبريني ماذا دهاك؟
وسواد لونك دون سواك
قالت:- كانت لي حبيبة
محبة لي صديقة
كنا ننصع بالبياض
وحبنا نهرٌ فياض
أخذها خالقي وخالق الناس
ووضع بيننا حديدٌ وحراس
اصعد إلى السماء فاضرب على الرأس
وأعود ابكي...واندب حظي
فبالحزن يبيض شعر الناس

لكن نَسود نحن الفراش
قال:- الشيخ الم تعرفها
قلت:- كلا
قال:- هذا هو قلبك
قلت:- ويحك من شيخ لعين
أنت من عذب قلوب المساكين
أنت الحب
عدوي وعدو القلب
سأقتلك مابين اليدين
وفي الحال اظلم المكان
وجاءني صوت في الأذان
ارجع يا سيلُ الأحزان
حبكما نهران لن يلتقيان
جف احدهما
والأخر يغلي كالبركان
ستنساها ويفيدك النسيان
*********************
وها أنا أعود إلى قبركِ
اروي ترابه بدمع حبك
كتلك الفراشة المسكينة
سوداء وعلى حبها حزينة
حتى ينهيني بكائي
وادفن قرب دوائي
***********************
بقلم ضياء الدراجي Diaa Al-Dragee