عدد الذين شاهدوا هذه الصفحة معك

04‏/08‏/2011

غربة وطن





بعد السفر والعيش في الترحال
تتشابك الاحزان لتقتل الامل
حياة بغربة كأنها النار تأكل بلا كلل
اسمع ضحكات اطفال الوطن
ترن صدى بين ثنايا عقلي ليهتز لها البدن
ونغمات الصحون ترن مغسولة بين ايادي امي
ورائحة الخبز الحار التي تفوح من تنور الطين
ممزوجة براحة دخان الحطب من يد امي
امي تلك المرأة  التي لن ينتهي حبي لها
تلك المرأة التي اسمرت وجناتها شمس الوطن
وخاطت ملامحها خيوط الحزن في ارض الوطن
كلما ارها ارى العراق
احبها حبا لا يوصف
رغم اميتها لكنها ذكية
تعرفني عندما اغضب
تعرفني عندما افرح
تعرفني من ملامحي من كلماتي من حركات يدي
تعرفني بنظرة الام الحنونة
لا اذكر يوما انها ضربتني
او شتمت حظها بولادتي
رغم شقاوتي وكثرة مشاكلي
امي هي الوطن فما اجمل الوطن
وما اجمل كلمة الله بالخير من لسان ابي
وما اجمل تلك العباءة العربية
المغزولة  من خيوط الصوف
والمطرزة بخيوط الكلبدون الذهبية
والعقال الاسود العربي
والجماغ الابيض المطرز بالنقاط السوداء
ذلك ابي رغم قساوته لكنه حنون
عندما كان يعاقبني في طفولتي
ارى الدموع في عينية
يحبني لكن لا يظهر لي حبه
لكي يعلمني الحياة
حتى لا تذلني الحياة
ولكي احمل تراثه الى اولادي
هذا ابي لا يعرف الكتابة والقراءة
لكنه شاعر يغرد بأحلى الكلمات
يحفظ الشعر ويردد الابوذيات بأطوار الحزن
يحكي لي قصص ذات معاني
لم يكتبها عظام الكتاب
تعلمت منه الكثير من الحكم من ارض الوطن
امي وابي طيفهما يخطفان ابصاري
في وطن غريب
كم اشتاق الى الوطن
كنت في وطني اذا داهمني الالم
اجتمع الاحباب ليزيلوا الالم
واليوم في غربيتي اذا داهمني الالم
اجتمعت الالام لتزيد الالم
فأين اخوتي اهلي وعزوتي
فأنا وحيدي في غربتي
فما احلى الوطن
وكم اشتاق الى الوطن

الشاعر ضياء الدراجي