بعد السفر والعيش في الترحال
تتشابك الاحزان لتقتل الامل
حياة بغربة كأنها النار تأكل بلا كلل
اسمع ضحكات اطفال الوطن
ترن صدى بين ثنايا عقلي ليهتز لها البدن
ونغمات الصحون ترن مغسولة بين ايادي امي
ورائحة الخبز الحار التي تفوح من تنور الطين
ممزوجة براحة دخان الحطب من يد امي
امي تلك المرأة التي لن ينتهي حبي لها
تلك المرأة التي اسمرت وجناتها شمس الوطن
وخاطت ملامحها خيوط الحزن في ارض الوطن
كلما ارها ارى العراق
احبها حبا لا يوصف
رغم اميتها لكنها ذكية
تعرفني عندما اغضب
تعرفني عندما افرح
تعرفني من ملامحي من كلماتي من حركات يدي
تعرفني بنظرة الام الحنونة
لا اذكر يوما انها ضربتني
او شتمت حظها بولادتي
رغم شقاوتي وكثرة مشاكلي
امي هي الوطن فما اجمل الوطن
وما اجمل كلمة الله بالخير من لسان ابي
وما اجمل تلك العباءة العربية
المغزولة من خيوط الصوف
والمطرزة بخيوط الكلبدون الذهبية
والعقال الاسود العربي
والجماغ الابيض المطرز بالنقاط السوداء
ذلك ابي رغم قساوته لكنه حنون
عندما كان يعاقبني في طفولتي
ارى الدموع في عينية
يحبني لكن لا يظهر لي حبه
لكي يعلمني الحياة
حتى لا تذلني الحياة
ولكي احمل تراثه الى اولادي
هذا ابي لا يعرف الكتابة والقراءة
لكنه شاعر يغرد بأحلى الكلمات
يحفظ الشعر ويردد الابوذيات بأطوار الحزن
يحكي لي قصص ذات معاني
لم يكتبها عظام الكتاب
تعلمت منه الكثير من الحكم من ارض الوطن
امي وابي طيفهما يخطفان ابصاري
في وطن غريب
كم اشتاق الى الوطن
كنت في وطني اذا داهمني الالم
اجتمع الاحباب ليزيلوا الالم
واليوم في غربيتي اذا داهمني الالم
اجتمعت الالام لتزيد الالم
فأين اخوتي اهلي وعزوتي
فأنا وحيدي في غربتي
فما احلى الوطن
وكم اشتاق الى الوطن
الشاعر ضياء الدراجي