العرب القحطانيون
القحطانيون من نسل هود، وهم النسل الوحيد المتبقي من ذرية العرب البائدة، حيث نزل العذاب على قبيلة عاد في حضرموت والمهرة، ولم ينج إلا نبي الله هود عليه السلام والمؤمنون، فهاجر ومن تبعه، واستوطنوا مأرب، ونسبت تلك الحضارة الجديدة إلى قحطان، فصار الناس يسمونهم القحطانيين، ونسبت لغتهم الجديدة إلى ابنه يعرب، فقيل: اللغة العربية، ثم نسبت مملكتهم لما قامت إلى الجد الجديد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فصارت مملكة سبأ أولى حضارات العرب العاربة القحطانية...
ثم تفرع اليمانيون وتكاثروا، فصاروا إلى ثمان قبائل قحطانية كبرى وعظمى متفرعة عن كهلان بن سبأ وحمير بن سبأ، وتفرعت من تلك القبائل لاحقا عشرات القبائل اليمنية بمسمياتها المعروفة الآن، ومناطق تلك القبائل هي أرض اليمن القحطانيين الطبيعية وهي التي تشمل النصف الجنوبي من الجزيرة العربية، المحتوية على ما يعرف الآن باليمن وعمان وجنوب السعودية (عسير وجيزان ونجران)...
قبائل قحطان فهم أبناء سبأ واسمه عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان وقيل إن أبا قحطان النبي هود عليه الصلاة والسلام ويتفرع من سبأ وهو أول من أخذ السبي في الحروب ابنيه حمير وكهلان وحمير هو أول من لبس التاج من العرب واسمه الحقيقي العرنجج وله من الأبناء مالك والهميسع ومن مالك قضاعة وقضاعة يختلف فيه النسابون فمنهم من قال إنه جذم من أجذام العرب وسلسلة مستقلة وهو ثالث عدنان وقحطان ومنهم من ينسبه لعدنان والأغلبية ينسبونه إلى قحطان ويقولون إنه قضاعة بن مالك بن حمير، وقد قال أحد الصحابة من قبيلة جهينة لبعض بني عمه أبيات يخبره أنه من ولد مالك بن حمير وليس من أبناء نزار من عدنان فيقول في آخر قصيدة له:
نحن بني المليك الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمير
ومن قضاعة قبائل بلى في شمال غرب الجزيرة العربية وجمهورية مصر العربية وجهينة شمال محافظة المدينة المنورة وجرم ونهد ومن نهد بني زيد القبيلة المعروفة في أواسط نجد ومن قضاعة أيضاً السرحان في شمال الجزيرة وبهراء وكلب وقبيلة عذرة المشهورة في الأدب العربي والمعروفة في الغزل العذري ومنها الشاعر المشهور جميل بن معمر صاحب بثينه وقبائل كثيرة مشهودة مشهورة قد لا يتسع المقال لتفصيلها، ومن الهميسع ابن حمير تناسل أقيال العرب وكلمة أقيال تعنى ملوك اليمن في ذلك الوقت وكذلك التبابعة ومفردها تبع وقد وردة في القرآن الكريم في سورة (ق) ومن سلالة حمير، فمنهم ذي نواس صاحب الأخدود والملكة بلقيس وسيف بن ذي يزن وكانت لأبناء حمير دول قديمة مثل أوسان وحضرموت وقتبان وذي رعين ويافع التي منها السلطان القعيطي والعفيفي وأبناء حمير هم الذين بنو مدينة عمران في اليمن إحدى عجائب المدن في ذلك الوقت وحين وفاة سبأ أوصى أن يكون الحكم لولده حميرة ويكون لابنه كهلان حماية ملك أخيه.
أبناء كهلان
أما كهلان فهو جد لعدة قبائل كالأزد وهمدان وناهس بن شهران وبجيلة ومن الأزد «قبائل الحجر» بني شهر وبني الأسمر وبني الأحمر وبنو غامد وبنو زهران وبنو عمرو وبنو قرن الذين منهم التابعي الشهير أويس القرني رضي الله عنه وقبائل أخرى كثيرة، ومن زهران قبيلة دوس التي منها الصحابيان الجليلان أبو هريرة والطفيل بن عمرو الدوسي، ومنهم أيضا بنو فهم والفراهيد الذين منهم عالم اللغة والنحو الخليل بن أحمد الفراهيدي، كما أن من زهران الشاعر الجاهلي المشهور الشنفرى، ومن الأزد كذلك قبيلة خزاعة وقبيلة الدواسر المشهورة والمعروفة بـ «عيال زايد», ومنهم أيضاً قبيلة عبد المدان وقبيلة بارق وقبيلتي الأوس والخزرج اللتان ناصرتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفهما الله تعالى بنشر الإسلام وإعلان الجهاد في سبيل الله حتى لقد قال عليه الصلاة والسلام عنهما: «لولا الهجرة لكنت رجلاً من الأنصار».
وقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار»، وحين نصر الله المسلمين على قريش وفتحت مكة عاد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة بعد أن انتهى من معركة حنين وتوفي ودفن عليه أفضل الصلاة والتسليم بين أنصاره الأوس والخزرج، أما بجيلة فمنها بل سيدها الصحابي الجليل عبد الله بن جرير البجلي، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عن فضله ومكانته، كما كان عمر بن الخطاب يسميه يوسف هذه الأمة لجماله وحسن خلقته رضي الله عنهما.
قبيلة همدان
كما أن من سلالة كهلان جشم بن همدان وهمدان قبيلة معروفة عرف عن رجالها أنهم كانوا يضربون على أعينهم بأيدهم إن شاهدوا امرأة عابرة إكراماً وإجلال لها وتعظيماً منهم لحق حرمات الله وكان هذا معدوداً من مروءات العرب، وهم إحدى أهم القبائل التي وقفت مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه, بل أنهم يعتبرون من خاصة رجاله وقادته رضي الله عنه, وله فيهم قصائد مشهورة ومتداولة.
ومن همدان تناسل كل من حاشد وبكيل ومن بكيل خيران ودومان وشهران وهي غير ناهس شهران المعروفة في جنوب غرب الجزيرة العربية الآن ومن حاشد يام بن أصبي وقبيلة يام معروفة بشدة البأس والنجدة وهي التي يطلق عليها قاتلة جبانها وهذا من فرط شجاعة رجالها ولهم قصة في ذلك ومن يام انحدر آل مرة والعجمان، وغزا جزء من العجمان بعض قبائل نجد في ظروف حفظ المياه والمراعي ولبثوا واستقروا في مدينة عنيزة وهم أسر آل محفوظ من العجمان الذين انتقلوا للرس بعد شرائها من ابن صقية التميمي حوالي سنة 850 هـ، واستمروا هناك إلى أن وفد أبناء قبيلة العجمان إلى الصمان بعد الألف والمائة من الهجرة.
كما أن من سلالة زيد بن كهلان مذجح وهو جد لقبائل كثيرة وكبيرة كمراد وطئ وسعد العشيرة الذين منهم قبيلة زبيد في اليمن ومن طئ قبائل بنو لام وشمر القبيلة ذائعة الصيت والظفير وبحتر الذين منهم الشاعر العباسي البحتري، كما أن من أبناء عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان قبيلة كندة التي منها الشاعر الجاهلي امرؤ القيس ومن كندة قبائل السكاسك والسكون.
عساف إلى قحطان
وبذلك يكون أبناء العساف من آل محفوظ من العجمان من يام من همدان من حاشد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان جد العرب اليمانية.
