عدد الذين شاهدوا هذه الصفحة معك

16‏/08‏/2014

قومية الشبك في العراق


الشبك.. عراقيون اصيلون متنوعوا المذاهب واللغات ..  الشبك حاليا بغالبيتهم من الشيعة الجعفرية مع قسم من السنة، وهم فئة تضم في صفوفه مختلف الاقوام العراقية من عرب وتركمان واكراد. ويقطنون في الجانب الشرقي من الموصل. وأهم مناطق انتشارهم هي: دراويش، قره تبه، باجربوغ، بازواية، طوبرق زياره، خزنة تيه، منارة شبك، طيراوه ،علي رش، طوبراوه، كورغريبان، كبرلي، باشبيثه، تيس خراب، ينكيجه، خرابة سلطان، بدنة، باسخره، شيخ امير وبعويزه، ويسكن الشبك مع قوم يسمون بالــ (باجوان) قيل ان اصل اسمهم (باج الان) وهؤلاء شيعة وسنة، يظهر الشيعة منهم حباً زائداً للامام علي والائمة. ولسان الباجون قريب جدا من لسان الشبك ولكنه يختلف عنه قليلا، وهذه اسماء القري التي يسكنها الباجلان في الديار الموصلية والشبك، او شبك واقوام اخري من عرب وتركمان وكرد وهي: طوبزاوه، بئر حلان، جريوخان اورته خراب، عمر كان ، اللك، قره شور، ترجله، تل عامود، بلوات، كهريز، جديدةؤ، بطلي (البساطليه)، تل عاكوب. 
    كما ينتشر الشبك في قرى أخرى من الموصل مثل: كوكجلي، اريه جي ،عمر قايجي، زهرة خاتون، جنيجي، القاضية، الخضر. والقرى التي يسكنها التركمان والعرب و: قره قوينلي العليا، بشري خان، بابنيت، يارمجه، قز فخرا، الشمسيات والسلامية، اما قري بايبوخ وخرساباد والعباسية، وباريمة، والفاضلية وتلياده فيسكنها الباجلان فقط. وحسب احصائية عام 1977 يبلغ عدد الشبك في العراق حوالي 80 ألف نسمة ، وهذا يعني انهم يتجاوزون الآن ال 150 الف نسمة.

معتقداتهم
    اقدس الكتب الدينية عند الشبك هو كتاب مخطوط بالتركي يسمي (بويورق ـ الأوامر) اي ما يتفضل به. وهذا المخطوط يحتوي علي حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في آداب الطريقة القزلباشيه (من التركي وتعمي ذوي الرؤوس الحمر) وهم اصلا من  الشيعة في آذربيجان وتركيا .إضافة إلى كتاب (الكلبنك) والكلمة مركبة من كلمتين (كل) اي زهر و (بنك) صوت من الفارسية وتتصحف هذه الكلمة احيانا في كتب العرب الي (كلبند)، وهي القصائد التي نظمها شعراء الشبك وشيوخهم باللغة التركمانية الجفكائية في مدح آل البيت، وفي كتاب (بويروق ـ الأوامر) هو الكتاب المقدس لدى الشبك الذين يكثرون من الالتماس والاستغاثة في اذكارهم واورادهم باعداد لا تتجاوز السبعة وهذه الاعداد هي: الثلاثة، الخمسة، السبعة، الاثني عشر، الاربعة عشر، والاربعون، وكل عدد من هذه الاعداد ترمز عندهم الي امور دينية مقدسة. الثلاثة هم الله ومحمد وعلي. الخمسة وهم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ويسمون باصحاب الكساء. ويرمز العدد سبعة الي درجات ومراتب اهل الطرق الصوفية وهي: المنتسب المريد، الدرويش، المرشد، الپير ــ البابا، القلندر، الرند، والقطب. الاثنا عشر ويرمز الي الائمة الاثني عشر وهم الامام علي المرتضي والحسن المجتبي، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلي بن الحسين زين العابدين (السجاد) ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسي الكاظم، وعلي النقي (الهادي)، وحسن العسكري، ومحمد المهدي، ويرمز العدد اربعة عشر الي الائمة الاثنا عشر يضاف اليهم اسم الرسول (ص) واسم ابنته فاطمة الزهرا. والاربعون وهم الابدال او الواصلون وهؤلاء لا يعرفهم الناس ولا يرونهم لانهم رجال الغيب او رجال الله وجند الله وان الله منحهم قوة وزودهم قدرة علي حفظ نظام الدنيا وفي مقدمة ذلك اغاثة الملهوف ومعاونة المظلوم.
    الشبكي لا يري مولوده مباركا ما لم يبارك له البابا ويدع له بالخير ويقرأ له (الكلبنك)، وعن مراسيم الزواج فان البابا ايضا هو الذي يتولي العقد ويحضر الافراح في بيت العروس حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون علي شكل حلقة وتمسي محليا رقصة الجوبي او الدبكة ويندر ان يطلق الشبكي زوجته حتي لو ابتليت بمرض عضال لا يرجي شفاؤه ويظل الشبكي ملازما لزوجته.
وفي حالات الوفاة يحضر البابا في دار الشبكي و يقوم هو بغسل الميت او رجل تقي وورع ويكفن علي وفق عادة المسلمين وبعد دفنه في مقبرة القرية يضع اهل الميت طعاما يوزع بين فقراء القرية. اما بصدد الزواج بالعلوية يؤمن الشبك بان العلوية المنحدرة من الاصلاب الطاهرة مقدسة بسبب نسبها، لذلك فلا يجوز لغير العلوي ذي النسب الصحيح ان يتزوج علوية. كان الشبك يعالجون مرضاهم وفق عاداتهم فان لم يتماثلوا للشفاء يأخذونهم الي احد المزارات المقدسة وهذه العادة ليست من عادات الشبك وحدهم فالمسلمون جميعهم يقصدون قبور الاولياء ويفعلون كما يفعل الشبك لمرضاهم، ومن اهم عاداتهم الندب والتوسل بالامام المرتضي والائمة الاثني عشر والاربعين والخمسة والثلاثة خاصة في شدة المرض وفي المواقف المحرجة والشبك يتفاءلون بتسمية ابنائهم باسماء الائمة الاثني عشر ويعتقدون ان الفتي والفتاة المسمي باحد اسماء آل البيت بركة في الدار ورحمة لهم، يدفع الله بهذا الاسم السوء ويبعدهم المكروه فاكثر اسمائهم حسن، حسين، جعفر، صادق، حيدر، مهدي، خديجة، فاطمة، زينب، كلثوم الي غير ذلك من الاسماء التي يعتبرونها مباركة. ولشيوخ الشبك اعلام ترفرف علي بيوتهم ويرفع العلم الاسود في شهر محرم الحرام مشيرا الي المآتم والحزن وبيدهم اكف مصنوعة من البرونز والحديد يجولون بها في الضياع في ايام معدودة فيتهافت عليها الشبك يقبلونها ويتبركون بها، ويسمي الكف (كف العباس) يقصد به الشهيد ابو الفضل العباسي حامل راية الامام الحسين في واقعة كربلاء وهذه العادة موجودة في الفرات الاوسط ايضا.
    كانت الامية شائعة بين الشبك سابقا، وكان معظمهم لا يحسن القراءة والكتابة باستثناء بعض الشيوخ اي الدده او البير او المرشدين، وكانت اداب الشبك الذي هو من نوع الادب الديني محصورا في هؤلاء الناس فقط. كان ذلك خلال الربع الاول من القرن العشرين، ولكن بحلول منتصف القرن الماضي ثم فتح المدارس الحكومية في كل قرية من قري الشبك وتم تشييد الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك، واصبح المجتمع الشبكي مجتمعاً مثقفاً مواكباً للمستجدات العصرية الحديثة وبرز بينهم مثقفون وأطباء ومهندسون.